ابني يزن يقول لي إن طبخي لذيذ للغاية، لذا هو يأكل بلا توقف، ويستمر في زيادة وزنه. هذا الأمر يحزنه ويفقده ثقته بنفسه. في البداية، كنت أظن أن الأمر مجرد مرحلة عابرة، لكنني لاحظت أن يزن أصبح يتجنب اللعب مع أصدقائه، ويرفض الذهاب إلى حفلات المدرسة خوفًا من التعليقات على مظهره.

في أحد الأيام، قررت أن أتحدث معه بصراحة. جلست بجانبه على الأريكة وقلت: “يزن، أنا أعلم أنك تشعر بالضيق بسبب وزنك، وأريدك أن تعلم أنني هنا لمساعدتك. لن نغير كل شيء بين ليلة وضحاها، لكننا سنبدأ بخطوات صغيرة.”

ابتسم يزن بخجل ووافق على الفكرة.

بدأنا رحلتنا نحو التغذية الصحية معاً، فهمنا التغذية الصحية، ووزعنا الوجبات الصحية على مدار اليوم، وتشاركنا طهي هذه الوجبات الشهية، وبعد بضعة أشهر، لاحظنا تغيراً كبيراً في يزن. ليس فقط في وزنه، ولكن أيضاً في ثقته بنفسه. بدأ يشارك في الأنشطة الرياضية مع أصدقائه، وأصبح أكثر نشاطاً وحيوية.

التغذية الصحية لليافعين - دليل للأهالي

تعد التغذية الصحية ركيزة أساسية في دعم نمو اليافعين وتعزيز صحتهم الجسدية والعقلية. خلال هذه المرحلة، يشهد الجسم تغيرات سريعة تتطلب نظاماً غذائياً متوازناً لضمان حصولهم على العناصر الغذائية الضرورية لنمو سليم وحياة نشيطة.

أهمية التغذية الصحية لليافعين
تلعب التغذية الصحية دوراً كبيراً في عدة جوانب من حياة اليافعين، من النمو الجسدي إلى الأداء العقلي، حيث تساعد في:

1. النمو السريع: يحتاج اليافعون إلى كميات أكبر من الطاقة والعناصر الغذائية لدعم التطور البدني والعقلي خلال هذه المرحلة.
   
2. تعزيز المناعة: تساعد التغذية السليمة في تقوية جهاز المناعة، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض.
   
3. تحسين الأداء الدراسي: تؤثر جودة التغذية بشكل مباشر على التركيز والذاكرة، مما يساهم في تحصيل دراسي أفضل.
   
4. الوقاية من الأمراض المزمنة: يساهم اتباع نظام غذائي متوازن في تقليل خطر الإصابة بالسمنة، السكري، وأمراض القلب لاحقاً في الحياة.

يحتاج اليافعون إلى مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية التي تلعب أدواراً مختلفة في دعم أجسامهم وعقولهم

• الكربوهيدرات: توفر الطاقة اللازمة للنشاط اليومي، ويفضل الحصول عليها من مصادر معقدة مثل الحبوب الكاملة، الأرز البني، والخبز الأسمر.
• البروتينات: أساسية لبناء العضلات وإصلاح الأنسجة، وتتوافر في اللحوم، الأسماك، البيض، البقوليات، والمكسرات.
• الدهون الصحية: ضرورية لصحة الدماغ وإنتاج الهرمونات، وتتواجد في الأفوكادو، الزيوت النباتية، والأسماك الدهنية كالسلمون.
• الفيتامينات والمعادن: تلعب دوراً مهماً في وظائف الجسم المختلفة، مثل الكالسيوم لصحة العظام، الحديد للوقاية من فقر الدم، وفيتامين د لدعم امتصاص الكالسيوم. يمكن الحصول عليها من الخضروات، الفواكه، منتجات الألبان، واللحوم.
• الماء: عنصر حيوي للحفاظ على ترطيب الجسم، وتحسين وظائفه الحيوية، لذا من المهم تشجيع اليافعين على شرب كمية كافية يومياً.

يمكن للأهل لعب دور فعال في توجيه أبنائهم نحو عادات غذائية صحية تدوم مدى الحياة، من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات:

كونوا قدوة: الأطفال واليافعون يميلون إلى تقليد والديهم، لذا احرصوا على اتباع نظام غذائي صحي ليكونوا أكثر تحفيزاً على القيام بالمثل.

شجعوا المشاركة: اجعلوا اليافعين يشاركون في تحضير وجبات الطعام، مما يزيد من اهتمامهم وخياراتهم الصحية.

قللوا من الأطعمة المصنعة: التقليل من استهلاك الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والحلويات يساعد في الحفاظ على صحة جيدة والوقاية من المشكلات الصحية.

اعتمدوا على التوازن: لا تحرموا المراهقين من الأطعمة التي يحبونها تماماً، ولكن علموهم الاعتدال في استهلاكها، لتحقيق نمط حياة صحي ومستدام.

الاهتمام بتغذية اليافعين لا ينعكس فقط على صحتهم الجسدية، بل يؤثر أيضاً على مزاجهم وثقتهم بأنفسهم، مما يساعدهم على بناء مستقبل أكثر إشراقاً وحيوية.

السؤال

ابني يعاني من زيادة الوزن وما نعرفش كيف نبدأ تحسين تغذيته. كيف نقدر نساعده؟

الإجابة:

يمكنك مساعدة ابنك باتباع الخطوات التالية:

1. التواصل معه: تحدث معه عن أهمية التغذية الصحية ودعه يشارك في وضع خطة التغيير.
2. تنظيم الوجبات: قم بتقسيم الوجبات إلى 5 وجبات صغيرة ومتوازنة تشمل البروتين، الكربوهيدرات المعقدة، والدهون الصحية.
3. تشجيعه على النشاط البدني: شجعه على ممارسة الرياضة أو الأنشطة التي يستمتع بها.
4. تقديم الدعم النفسي: ذكّره أن التغيير يأخذ وقتًا، وأنك موجود لدعمه طوال الطريق.